الاثنين، 23 مارس 2015

قطرة من حياتي (9) - قطرة من بحر آخر

قطرة من بحر آخر
--------------------
لا أدري لماذا شدني الإمام أبو حامد الغزالي إلى هذا الحد؟، وأنا أعيش قصة حياته.
ولا أدري لماذا بعد أن بدأت السياحة معه، رأيت الصورة الموجودة صفحة غلاف على حساب الفيسبوك الخاص بي، كأنها صورته، مع أني وضعتها لتعبر عن نفسي، سائراً في رحلة الحياة، بحثاً عن شئ أشعر أني أفتقدة بعد مرور كل سنوات العمر التي تعدت النصف قرن.
أهو الفقر المشترك الذي ترعرنا فيه؟ ربما.
أهو السير في طريق العلم بنفس النية؟ من أجل الدنيا؟ ربما.
أهو وصوله إلى ما غاب عني حتى الآن؟ الحقيقة؟ وقد وجدتها عنده؟ ربما.
ألهذا سمى أهم كتبه "الإحياء" .. هل يعني الإحياء للأحياة؟ ربما
حاشا لله أن أقارن أو أضع نفسي بجوار حجة للإسلام مثله، لكنها الخواطر وأنا أقرأ له أو عنه أو أستمع لأحد يتكلم عنه.
سألت يوما طلابي عنه أكثر من مرة، لم تتعدى نسبة من يعرفه، إسماً فقط عن ١٪، ولم أرد أن أحرجهم وأسألهم عن مطرب أو مطربة أو لاعب كرة، حتى لا أُصدَم.
وأنا أكتب قطراتي التي تتساقط واحدة تلو الأخرى، من سحب حياتي المختلفة، استوقفتني خواطرة التي كتبها في كتابه (المنقذ من الضلال)، لأعرف عمق وروعة وفائدة ماكتبه عن نفسه، وأن السرد الحقيقي هو الغوص في زوايا النفس ومنعطفات الحياة، بمنتهي الصدق، في لحظات الضعف والقوة، الهدى والضلال، التيه والعودة، النور والظلام.
ولا يستطيع ذلك أي إنسان.
إنتصر الإمام على الفقر فانفتحت عليه الدنيا، ثم زهد فيها وتركها.
وإنتصر على أمية والدة (الذي كان يحضر دروس العلم رغم أنه لا يقرأ ولا يكتب)، فأصبح عالم عصرة وحجة الإسلام ، غاص في علوم الشريعة والفلسفة والكلام، ثم تركها بحثاً عن الحقيقة.
ياااااا الله... لم أجد في نفسي سوي هذه الكلمة لأعبر بها عن شعوري اللحظي الذي امتد من عام ٥٠٠ هجري حتى الآن.
--------------------------
أمين رمضان 20March15

0 التعليقات:

إرسال تعليق